رحلة إلي داخل سور المدارس المصرية

 

اطلق العديد من المعلمين في جمهورية مصر العربية دعوة للتظاهرة نظراً للظروف التي يمرون بها وتدني مفجع في المرتبات مقارنة بنظرائهم من الوظائف الاخري في المجتمع المصري.

بين الشد والجزر بين المعلمين والحكومة والتي بدورها تتجاهل مطالبهم وكل وزارة ترمي بالعبء علي تابعتها فالتربية والتعليم تلقي اللوم علي وزارة المالية وكذا المالية ترمي علي رئاسة مجلس الوزاء والتي بدورها هي الاخري كسابقتها تلقي باللوم علي  التربية والتعليم وانها المسئول عن المعلمين ولا ادني مسئولية علينا.

عزيزي القارئ دعني آخذك إلي رحلة إلي داخل سور المدارس المصرية كي تتضح الصورة الهلامية تجاه الصواب والخطأ.

عند دخول إلي سور المدرسة احياناً تجد امن علي البوابة يطلب منك تسجيل حضورك إذا كنت زائراً وفي كثير من المدارس لا تجدها وتري المدارس كل من هب ودب يدخل فيها، بالطبع الأمن هذا بمثابة وظيفة حارس يقوم به المعلمون بالتناوب.

في الشتاء عند دخولك لباب المدرسة تجد بعضاً من المدرسين بمجموعات كبيرة يتشمسون ( حلاوته شمسنا) ويتناولون الشاي والقهوة وبعض الاحاجي عن فلان وعلان وفلتكان.

وعلي مرمي البصري والذي ليس ببعيد تجد معلم وقد التف تحتة الطلبة في حوش المدرسة وهو جالس علي الكرسي وكانة ظابط في لجنة وممسك بالتليفون المحمول متكلماً فيه ولا يتركه وكأنه لصق بغره في اذنه ( هو يتري بيتكلم فيه ايه ).

وعند البوابة الخلفية تجد بعض من المعلمين وقد شرعوا في الخروج يومياً قبل بداية اليوم الدراسي ، وإذا سالت عليهم إلي اين وجهتهم افحموك قائلين ( مشوار وراجعين)

ما رايئكم اذا ذهبنا معهم لنعرف إلي اين تكون وجهتهم، مثالاً الاستاذ/ زعبوط فاتح محل أدوات كهربية ولازم يروح يقف فيه شوية ، وعندك الاستاذ/ عب باسط معاه ورشة نجارة ولازم يخلص الشغل اللي في يده ، طيب والاستاذ / سحلب ، لا دا حاجة بسيطة هيشرب بس حجرين شيشية علي القهوة التي بجوار المدرسة مع ان المفروض معاه حصة دلوقتي لكن هو واخد باله للعيال من الشباك اللي بيطل علي المدرسة من ناحية القهوة ( يعني الراجل مقصرش).

بالطبع المدرسة ليس الكل يعيش عيش الرغد هذا من جلوس وخروج ودخول للمدرسة من غير محاسب ولا رقيب. الصفوة فقط هم من لهم تلك الصلاحيات. وتسأل عن الصفوة اقول لك وببساطة التجمعات العائلية والصدقات والكل بيعدي والحال بيمشي والاسم شاغلين معلمين وهم ابعد ما يكون عن هذه المهنة السامية.

وحتي لا نظلم الكثير من المعلمين يوجد منهم من يحمل علي عاتقة العملية التعليمية ويعمل بجد وضميروهؤلاء قلة قليلة وقلما تجدها.

نتحول إلي المعلمين في أيام اجازة الصيف ، وبعد انتهاء الامتحانات يعقد مدير المدرسة اجتماعاً قائلاً ( قانوناً ياسادة يامعليمن المفروض كلكم حضور في أيام اجازة الصيف لانها عمل مثلها مثل الايام العادية ولكن طبعاً انا هريحكم ودا معروف هعملة فيكم ..، يلا مين عايز ياجي يوم السبت .. ها طيب ومين الأحد … والاتنين… ، طيب كل واحد ياجي يوم واحد  بس في الاسبوع يمضي ويمشي علي طول وربنا يستر ومش تاجي لجنة من المديرية ولا الادارة ونروح كلنا في داهية …).

وهكذا يعيش المعلمون حياتهم في المدارس الحكومية المصرية.

أهم يحتاجون ثورة داخلية أم خارجية…؟؟.

 

الكاتبة / صفاء العربي

 

 

 

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*