قوم لوط في ثوب جديد – عبد الحميد القضاة

في هذا الكتاب يتناول الدكتور عبد الحميد القضاة موضوع الشذوذ الجنسي بالبحث والتفصيل. فيبدأ بتعريفه وإعطاء لمحة تاريخية عنه، ثم يبحث بالتفصيل عن أسبابه المتعددة، ويتحدث عن عواقبه السيئة بالحقائق والأرقام، مدللا على نتائجه بقصص واقعية، وفي الفصل قبل الأخير من الكتاب، وهو أهم فصل برأيي، يتحدث الدكتور عن كيفية معالجة الشاذين جنسيا، ثم يذكّرنا بأهمية الوقاية، فهي خير من قنطار علاج

لمحة تاريخيةشعرت بالدهشة عندما علمت من خلال قراءتي لهذا الكتاب، أن الشذوذ عُرف منذ العصور القديمة، فقد كان موجودا عند الإغريق والرومان وغيرهم. لكن القول الفصل في موضوع العلاقة الجنسية بين الرجال، هو ما ذُكر في القرآن الكريم، إذ صرح بما لا يقبل الشك والتأويل بأن أول من فعلها هم قول لوط (ما سبقكم بها من أحد من العالمين). أما في العصر الحديث، فقد اتسعت دائرتهم لدرجة عجيبة خصوصا في المجتمع الغربي، حتى أنها تجاوزت كل الثوابت الاجتماعية، فها هم قوم لوط يعودون اليوم بثوب جديد، وإمكانات هائلة. 

أسباب الشذوذ الجنسي:ذكر الدكتور أسبابا متعددة للشذوذ، لكن أهمها برأيي هو التعرض لظروف تربوية غير سليمة في فترة الطفولة، ينتج عنها اتجاه الطاقة الجنسية اتجاها غير مألوف (الشذوذ)، ويعزى ذلك إلى وجود خلل في التربية، أو التعرض إلى خبرات جنسية مبكرة في مرحلة الطفولة، كالتحرش الجنسي. ومن المعلوم أن الإسلام يأمر الوالدين بعدم ممارسة الجنس أمام أطفالهم ولو كانوا رضّعاً.

العواقب..حقائق وأرقام: يتحدث الدكتور بالأرقام المفصلة عن نسبة انتشار الأمراض والتشرد بين الشاذين، واضطرار الطلاب منهم لترك الدراسة. وآخر صرعات الشذوذ، تقنين تشريع لهم في بلاد المسلمين، كما حصل قي قضية “كوين بوت”، وهو ملهى عائم على نهر النيل في مصر، يقصده الشواذ ليمارسوا فيه أنشطتهم. وقد قامت الشرطة المصرية باقتحام هذا القارب في أيار من عام 2005، وتقديم من وجدوا فيه إلى المحاكمة. وقد حضر المحاكمة ممثلون عن سفارات أمريكا وكندا وبلجيكا وسويسرا كمراقبين في الجلسة التي خصصت لسماع أقوال الشهود في تلك القضية.

نماذج…سادت ثم بادت:يورد الكاتب في هذا الفصل قصتين للعبرة، الأولى قصة قوم لوط، التي ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من عشر سور، وكيف كانت عاقبتهم (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود). والثانية قصة (آرثر بايشوب)، وهو قس أمريكي اختطف خمسة أطفال على مدار خمسة أعوام، ليعتدي عليهم جنسيا ثم يقتلهم بنفس الطريقة ونفس الأسلوب. وهذه القصة يوردها الدكتور عبد الحميد لأن العبرة في خاتمتها، حيث قال (آرثر) قبل إعدامه: “لو أن المواد الإباحية منعت عني في صغري من قبل والديّ لما وصل بي الشغف بالجنس والشذوذ إلى هذا الحد….. لقد كان أثرها علي شنيعا للغاية، فأنا الآن شاذ… ومغتصب… وقاتل!!”

العلاجفي هذا الفصل الهام يتناول الدكتور كيفية علاج الشاذ خطوة بخطوة، ابتداء من القناعة، إذ لا بد أن يقتنع الشاذ أنه مريض، وأنه يمكن تغيير هذا السلوك، ووجود الرغبة الحقيقية والعزم الأكيد على تغييره. ثم يبدأ العلاج السلوكي، بمعرفة عوامل الإثارة وتفاديها، ثم العلاج التنفيري، ومحاولة تغيير مسار الغريزة الجنسية من المسار الشاذ إلى المسار الطبيعي. ومن المفيد جدا إيجاد تعزيزات مناسبة خلال هذه المرحلة مثل الخطوبة أو الزواج. وتفيد التجارب العملية أن كثيرا من هؤلاء الأشخاص قد نجحوا كأزواج رغم حصول إغلاق قهري للمنافذ الشاذة للغريزة حيث أتيحت لهم فرصة الإشباع الجنسي الطبيعية. والدعاء أولا وآخرا، فالدعاء سلاح نفسي، إذ تجري من خلاله عملية برمجة الحالة النفسية طبقا لمحتوى الدعاء، مما يشكل برنامجا نفسيا جسديا باتجاه تحقيق محتوى الدعاء، وهذا ما يسمونه سيكولوجية ما تحت الوعي.

الوقاية خير من العلاج:في الفصل الأخير من الكتاب يبين الدكتور عبد الجميد، أن المنهج الإسلامي تفرّد في التعامل مع هذه المشكلة -مشكلة الشذوذ- ففاق كل المناهج التربوية الأخرى في شموليته وفي توعيته على حد سواء. فالإسلام يعتمد الوقاية قبل العقوبة، ومن ذلك أن تعاليم الإسلام تقضي الفصل بين الأبناء في المبيت إذا بلغوا سن العاشرة، فيكون لكل منهم مضجعه المستقل. ومن ذلك النهي عن تجاوز حد معين في العلاقة (النظر إلى العورة أو التماس الجسدي) بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة. وأخيرا: التصريف الطبيعي، بالحض على الزواج. كما دل الذي لم يستطع على أسلوب يضيق على الشهوة مساربها بتوجيهه إلى الصيام، كما حبب الإسلام إلى الناس تيسير أمور الزواج وعدم المغالاة في تكاليفه، فجعل الخُلق والدين أساس القبول والرفض للخاطب، وليس مقدار ما يملك من تكاليف ونفقة.

رابط تحميل الكتاب من هنا 

قوم لوطالمصدر 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*